رئيس التحرير : مشعل العريفي

بعد اعتبار "كورونا الصيني" نتاج حرب بيولوجية .. "الرشيد" يكشف كيف نشأت نظرية المؤامرة وأول من استخدمها كأسلوب لتفسير الأحداث

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: أكد الكاتب عبدالله الرشيد أن نظرية المؤامرة ليست منتجاً عربياً كما يتخيل البعض بل هي منتج غربي تسللت إلى الثقافة العربية مثل الأفكار ضد الماسونية.
وقال الرشيد في مقال له بعنوان "نظرية المؤامرة ليست منتجاً عربياً" على صحيفة "عكاظ": يزدهر خطاب المؤامرة مع الأحداث الكبرى، والاهتزازات، والأزمات، ويصبح تفسيراً رائجاً يلقى بعض القبول، وأحياناً يغلف بعباءة منطقية، تجعل من تسويق فكرة المؤامرة أمراً مستساغاً، من أجل استيعاب التغيرات والأحداث.

نظرية المؤامرة.. والخطاب العربي وأضاف: ونظراً لأن العالم العربي منذ عقود هو في بؤرة التجاذبات العالمية، أصبح لنظرية المؤامرة مساحة كبيرة في الخطاب العربي، والثقافة الشعبية العربية، وخطابات السياسيين، والزعماء الشعوبيين، من عروبيين وإسلاميين، وممانعين، ومهما قيل، وكثر الحديث عن نظرية المؤامرة فإنها ما زالت حتى اليوم أسلوباً مستخدماً شائعاً بأشكال مختلفة، آخرها ما جرى من تفسير فايروس كورونا الصيني، وأنه نتاج حرب بيولوجية، وأن بنيته تكشف عن خليط من فايروسات مصنعة، وغير ذلك من المعلومات المزيفة التي تستند في أصلها على فكرة المؤامرة.
حال العرب وتابع: من العجائب أن أحد الدعاة كان يرثي لحال العرب، وكيف سيطرت عليهم نظرية المؤامرة، وأعمت عقولهم، بينما هو في محاضراته وخطبه من أكثر الأشخاص الذين روجوا لفكرة المؤامرة العالمية التي تحاك ضد الإسلام والمسلمين.
الماسونية واليهود وأردف الكاتب: لكن رغم ازدهار نظرية المؤامرة في الخطابات العربية، إلى درجة يخيل إلينا أنها فعلاً صنيعة الانهزامات العربية، وتفسير نشأ من رحم التخلف، لكن الحقيقة أن نظرية المؤامرة ليست منتجاً عربياً، بل هي منتج غربي بامتياز، تلقفها المتلقي العربي، وجرى استهلاكها، تماماً كما حدث مع كثير من المنتجات الغربية التي تسللت إلى الثقافة العربية مثل الأفكار ضد الماسونية، وتضخيم دور اليهود، كلها في الأصل منتجات غربية، ابنة المجتمعات الأوروبية المسيحية، ولم يتعرف القارئ العربي عليها إلا عبر الاحتكاك والترجمة.
الثورة الفرنسية ومضى بقوله: ربما أول من استخدم نظرية المؤامرة كأسلوب لتفسير الأحداث، هو الفيلسوف الإنجليزي جون روبيسون، حين لاحظ تحركات طائفة المتنورين، قبيل الثورة الفرنسية عام 1798، فألف كتاباً بعنوان «البرهان على وجود مؤامرة لتدمير كافة الحكومات والأديان»، كان تحذير روبيسون قبيل انفجار الثورة الفرنسية ضد الأطراف الذين يراهم يخترقون المجتمع، وينخرطون في طبقات النخبة من أجل نشر الفوضى والتخريب - حسب رأيه- كما يقول في كتابه: «جماعات التنوير هي الأكثر خطراً، يريدون السيطرة على العالم، تنظيمهم السري كان وراء الثورة الفرنسية، وكل الفوضى والأحداث العشوائية هي من مخططات هذه المنظمة».
واختتم الرشيد مقالته: شهدت نظرية المؤامرة في الفكر الغربي ازدهاراً وتطوراً، حيث يستخدم هذا النمط في تأليف كتب الإثارة والغموض، وتنشط بعض الجمعيات والنوادي الغربية لبعض المهووسين الذين أخذوا على عاتقهم تفسير العالم عبر نظرية المؤامرة، وتنظيم الفعاليات والأنشطة في هذا المجال، بل تطور الأمر لأن تتخصص مجموعات في قضايا مؤامراتية محددة، مثل تجمع خاص بالرافضين لكروية الأرض، المؤمنين بأنها مسطحة، وآخرون يرون بأن وصول أمريكا للقمر هو مجرد خدعة سينمائية، وغيرها من المنتجات الغربية التي وصلت إلينا وتسللت إلى الخطب والمواعظ والفتاوى، وربما من بؤس الحال أن أفكاراً مثل نظرية المؤامرة كنا فيها مستهلكين مستوردين أيضاً.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up